أرشيف

خبير عسكري وباحث أكاديمي في قضايا أمن الخليج العربي يهاجم تهاون صنعاء إزاء سقوط لواء المشاه 82

جمهورية الحوثيين الإسلامية

هاجم خبير عسكري وباحث أكاديمي في قضايا أمن الخليج العربي ، تهاون صنعاء إزاء سقوط لواء المشاه 82 في الجيش اليمني على أيدي المتمردين بمحافظة صعدة ، وكذا استماتة الحوثيين في الوصول إلى البحر الأحمر لإيجاد ميناء لتلقي دعم الباسيج اللوجستي من بوشهر الإيرانية، معتبرا ذلك التهاون جزء من عمل لم تتضح معالمه بعد ،متسائلا كيف سقط لواء مشاة متمترس داخل معقله لمتمردين لا يحملون إلا الأسلحة الخفيفة؟ فهل كانت هناك 'خيانات، تخاذل، قلة كفاءة، أم إهمال متعمد؟'

ولفت الخبير المعروف الدكتور ظافر محمد العجمي والذي يشغل منصب المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج، الى نشأت الجيش اليمني والذي يعد من أوائل الجيوش العربية تأسيساً، مشيرا الى ان الجيش اليمني بخبرته التراكمية في حروب متعددة الأسباب تفرض أن يكون العلم العسكري ضارب بجذوره بعيدا في المدارس والمعاهد العسكرية ، مشيرا إلى انه لا يمكن الاسترسال في جدل عقيم مع أحد لا حول الأسباب التي أدت إلى سقوط اللواء 82 مشاة في يد الحوثيين، ولا حول قدرة الجيش اليمني بقضه وقضيضه وقدرته على استرجاع أحد ألويته من قوة معادية لا تتعدى عدة مئات من الرجال.

ظافر في مقال تحليلي عنونه بـ"جمهورية الحوثيين الإسلامية" اعتبر مساعي المتمردين الحوثيين لتأمين منفذ على البحر الأحمر في المنطقة الفاصلة بين السعودية واليمن ، بالاضافة الى الارتفاع الكبير لعدد النازحين بسبب النزاع الدائر في صعدة شمال البلاد ، مؤشر لعملية تفريغ للمنطقة لصالح الحوثيين.

وقال إن من الأسئلة الصعبة التي تواجه المراقب للأحداث صعوبة فهم النجاحات الحوثية ليس في جانبها العسكري فحسب، بل من جوانبها الأخرى، خاصة أن هذا الجرح اليمني ينزف على الحدود السعودية- اليمنية الحساسة، وليس كما هي الحال بالنسبة للجرح الجنوبي.

وإذ اكد إن قراءة المشهد اليمني لا بد أن تكون مربوطة بسياق التطورات الإقليمية التي تحيط بالجزيرة العربية ودول مجلس التعاون، كارتباط وثيق، قال ان "سمتها الواضحة هي أن هناك من يستغل هذه الفوضى الإقليمية، فالمنطقة تحيط بها مقتربات خطرة، من إيران والعراق واليمن بعضها قد أقبل علينا هدير سيله والبعض الآخر ما زال في طور التشكل".

وأضاف "إن على من يطعن في صحة هذه الشكوك المشروعة أن ينظر مليا إلى استماتة الحوثيين في الوصول إلى البحر الأحمر، وما ذلك إلا لإيجاد ميناء لتلقي دعم الباسيج اللوجستي من بوشهر الإيرانية، وما التهاون من صنعاء إلا جزء من عمل لم تتضح معالمه بعد، وفي فرار قائد اللواء 82 مشاة إلى السعودية حل للغز العلاقات بين الحزب الحاكم والحوثيين.. فلماذا لم يجد ذلك القائد طريقه إلى صنعاء؟".

وأشار الخبير العسكري والباحث بقضايا أمن الخليج إلى ان خبر سقوط لواء المشاة اليمني 82 على يد الحوثيين، ومحاولة المتمردين الوصول إلى البحر الأحمر لم يأخذ منحى تعبويا في عواصم صنع القرار الخليجية ولا في الأمانة العامة لمجلس التعاون- حد قوله.

معتبرا ذلك غيابا غير مبرر بحكم أن استباق تطاير الشرر إلى الثوب الخليجي وإخماد الحرائق القريبة واجب من ضمن واجبات المجلس، بمسوغات حماية المجال الحيوي، مع احترام الشأن الداخلي لليمن ،منوها إلى أن وقوع دول مجلس التعاون بين فكي كماشة جمهورية إيران الإسلامية والرقم الصعب الجديد في المعادلة اليمنية المسمى جمهورية الحوثيين الإسلامية هو خيار خاسر".

الدكتور ظافر محمد العجمي عقيد ركن طيران متقاعد استاذ تاريخ الكويت الحديث والمعاصر -جامعة الكويتالمدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج باحث في قضايا أمن الخليج العربي ومؤلف عدة كتب منها "أمن الخليج العربي ،تطوره واشكاليات الامن فيه من منظور العلاقات الاقليمية والدولية.

( الوطن )

زر الذهاب إلى الأعلى